الأربعاء، 29 دجنبر 2010

جحيم الصباح والمساء الذي لابد منه

في كل مساء بارد، أحاول أن ادفى بغلق النافدة وباب الغرفة حتى لا يتسرب البرد القارس الذي يكاد يجمد أصابع قدماي، وأحاول ان أنهي بعض أشغالي على الكمبيوتر لكي أراجع دروسي قبل ان أنام مبكرا قبل منتصف الليل، كل هذا لأنه يتوجب علي الإستيقاض مبكرا جدا في السادسة صباحا.
عندما أستيقض ألبس بدلتي السوداء مع ربطة عنق تماما كرجال الأعمال المهمين كما نشاهدهم في الأفلام الغربية، مع العلم أن البدلة بالنسبة لي إجبارية وليست من الكماليات والتكلف.أتناول بعض الفطور بسرعة حتى لا أتأخر عن موعد الدراسة وهو التامنة صباحا! .هذا صحيح يجب ان تستيقض قبل الموعد بساعتين لكي تصل في الوقت مع إحتساب الوقت الضائع
كل صباح يعاني الألاف من الطلبة والعمال من عدة متاعب ومشاكل تتطور مع مرور الوقت بسبب قلة وسائل النقل العمومي وتأخرها والإكتضاض المفرط مما يؤدي بالطالب أو العامل الى تكرار الغياب والتأخر مما يخلق له عدة مشاكل قد تصل الى الطرد.
رغم دخول فاعل اسباني في مجال النقل الحضري في مدينة اكادير والضواحي، لم يتحسن هذا الميدان كما كان يأمل الكثير من ساكنة المنطقة التي تعاني نقصا حادا في وسائل النقل، ولن يدوم إنبهارك بالشكل الخارجي لحافلات شركة الزا -المكلفة بتسيير النقل الحضري- طويلا قبل أن تكتشف أن الشركة تعامل زبنائها معاملة الحيوانات والبهائم، لقد ضاق الكثيرون من التأخرات والإكتضاض الهائل في الحافلات بسبب قلتها وعدم وجود منافسين للشركة شجعها للتمادي أكثر.
المناوشات والشتائم والشكاوي التي يوجهها الركاب الى سائقي الحافلة كل صباح ومساء لم تغير أي شيء، رغم أن الحافلات تحمل اكثر من العدد المسموح به وتتجاوزه بأكثر من 500 بالمئة بحيث تختنق من قلة الأكسيجين في الحافلة والإكتضاض الخانق الذي قد تصاحبه سلوكيات شادة مثل السرقة والتحرشات ومصادرة كامل حقوق وحرية الراكب الذي يدفع تكلفة التنقل، إلا أن السائق لن يتوانى في تطبيق قوانينه عليك مثل أن تكون في مقدمة الحافلة لعدم تواجد فراغ يكفي لتضع فيه قدميك في وسط او مؤخرة الحافلة، وعندما تهم بالنزول في محطة ما فالسائق لن يفتح لك الباب الأمامي لكي تنزل لأن ذلك في نضره خرق لقانون الشركة الذي يخصص البوابة الأمامية للصاعدين 
للحافلة والباب الأخير للهبوط، لن تتخيل عقوبة اختراق المئات من الركاب المستائين قبل الوصول الى بوابة الجحيم المتحرك
إن كل ما يطالب به الطلاب هو وسيلة امنة للوصول لقاعات دروسهم في الجامعات  والمعاهد غير متأخرين،